mazo
المساهمات : 34 تاريخ التسجيل : 16/11/2007
| موضوع: بديل الضيق والهم ,, الخميس نوفمبر 22, 2007 6:40 pm | |
| بديل الضيق والهم ,,
ها أن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص ’’ ( إش 59)
سيدى وإلهى ,, كم من المرات هربنا منك وأنت تنادينا !! وأهملنا صدرك الحنون وأنت بحبك تريد أن تغمرنا وتحبطنا بذراعيك الحانيتين !! وصممنا آذاننا عن الإستماع إلى صوتك الحنون ,, وأنت تسمع لنا وتكلمنا ,,
بل وتمادينا وحولنا الوجه عنك وأدرنا ظهورنا لك وإبتعدنا وأنت مازلت تجرى خلفنا وتريد أن تتقدمنا لتجنبنا السقوط الوشيك أن نتردى به ,, !!
نسيناك ونسينا ما أوصيتنا به ,, فأتلفنا المحبة بقلوبنا ,,, وأفسدنا علاقاتنا بإخوتنا وهربت المحبة من دواخلنا وصارت حياتنا أرضا جرداء لا إخضرار بها ولا ثمر ,, بل كل ممراتها موحشة كئيبة ,و تزعق بها الغربان ويعيش بجحورها كل جارح من الطير والحيوان ,,
إحتقرنا تأديبك ومحاولتك إصلاحنا ,و فتمردنا على منذرينا وناصحينا وتنكرنا لمحاولاتهم إدخالنا فى الدائرة من جديد ,و وإبتعدنا وزدنا غيا وصلفا ,, !!
أيها القارئ الحبيب ,, بمثل تلك الإعترافات .يجب أن نقف أمام الله معترفين بمذنوبيتنا وتعدياتنا ,ويجب أن تعترف شفاهنا بما تنطق به قلوبنا ,و فليس من الخير أن نكتم آهاتنا وآلامنا أمام الله ,و ونتظاهر بقداستنا ونحن نشكرونطلب ونختم ثم نمضى ,, !!
ليست هذه بصلاة أيها الغالى , إن الصلاة الملطخة بالدموع تصدق فى مشاعر أصحابها ,, وتستطيع أن تذيب كل العوائق التى تقف حائلا دون وصول كلماتنا إلى السماء ,, !!
كيف نتوقع أن ننال بركة من صلاتنا ,, وننال من مذبحها كل الخير ,, ما لم نكن متصالحين مع إخوتنا ,, ؟؟ كم مر عليك من الحرمان وأنت تقاطع أخيك فى البيت ,, ؟؟ كم واحد كنت هنا تتعامل معه ,, ولسبب أو لآخر ,, قاطعته !! وأنت لم تراه إلا من خلف زجاج .. هل أصدرت أحكامك وليس من ينقضها ؟؟
إسمع قول الله ,, وهو يضع محبتك وصلاحك بكفة ,, والعشارون والخطاة بالكفة الأخرى ,, وإن لم يزدبرك عليهم فأنت تعمل فى جانب عدو الخير ,,
وإليك ما دونه الكتاب المقدس بالنص فى هذا المعنى ,, لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأى أجر لكم ؟؟ ,,العشارون أيضا يفعلون ذلك ؟؟ وإن سلمتم على إخوتكم فقط !! فأى فضل تصنعون ,, ؟أليس العشارون يفعلون هكذا ,,؟؟ فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذى فى السموات هو كامل ,, ( متى 5 :46-48)
وكم كانت كلمات النبى المنذر إشعياء أكثر وضوحا وموجهة إلى كل قلب كاره ونفس حاقدة ,, فحين تبسطون أيديكم أستر عينى عنكم , وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع !! أيديكم ملآنة دما ,, إغتسلوا ,, تنقوا .. إعزلزا شر أفعالكم .. من أمام عينى ,, كفوا عن الشر ,, تعلموا فعل الخير .. أطلبوا الحق ,, أنصفوا المظلوم ,, أقضوا لليتيم ,, حاموا عن الأرملة ,, ( إش 1 : 15-17)
وكم كانت مرعبة تلك العبارات القوية ,, والموجهة فى هذا الإنذار السماوى ,, ها أن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص ,, ولم تثقل أذنه عن أن تسمع ,, بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم ,, وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع ,, ( إش59)
أيها الحبيب الغالى ,, لقد إنشغلت جدا بك قبل أن أكتب مقالى هذا فى لقائنا الأسبوعى ,وخاصة بعد تراجع المشاركة بصورة محزنة لا تشجع على إستمرارية العطاء ,, !!!!! والداعى إلى هذا الفتور أسبابا كثيرة أراها تتسكع فى الحياة ,, متنقلة بين بيوتنا وأفراد العائلة الواحدة ,, فى المجتمعات التى نعيش فيها !! وأيضا فى المنتديات ,, بل هل أكون صادقا لو قلت حتى فى عبادتنا , وخدمتنا إمتلئنا غيرة وسلبية ,, لا لأعمال صالحة ,, بل توجهنا أحيانا كثيرة بخدمتنا للإنعزالية والتعالى والفخر الكاذب ,, مرجعين الفضل لأنفسنا متناسين صاحب الكرم والكرام العظيم ,, !!
إبنى وإبنتى ,, تذكر ا ,, ولا تنسيا .. إنما يدنوا من عرش المليك العظيم مصليا ,,
من ترك الأسمال البالية والأوحال والأقذار العالقة من الكورة البعيدة ,وصفت نفسه , وراقت كلماته لتخلوا من مرارة الإساءات ومضغها فى الحنوك فتمرر كل كلماتنا وتذهب بمشاعرنا بعيدا عن روح الصلاة وقدسيتها ,, والخدمة وفاعليتها ,, ,,
ولنتعلم كيف ننطق بالشكر أولا0 أشكرك يا ألله ,,( لأنك أعنتنى أن أسامح وأغفر ,, ) لذا أنا الآن أمامك أخدمك فتقبل منى الخدمة ,, ,, طالبا غفرانك لى يارب ,, فقد كنت أيضا مسيئا فبل الآخرين ,, ,,
ثم تبدأ وفى صلاح أمام الرب ,, أن تقول ,, أعطنى ,, وإمنحنى ,, أيها الأحباء ,, إننا فى صلاتنا نتعلم أن نطلب طلبات عظمى ,, ,, تليق بمقام من نطلب منه ,, الملك ,, !!
ولذا جعل أولى مطالبنا ,, ( ملكوت الله وبره ) .. هذا هو تكريم الملك من رعيته ,, ولأننا لا نرتبك فنقول ( آه لقد نسينا ) .. ومهما بالغنا فى طلباتنا ,لن نتجاوز قط ,ما رسمه لنا الله فى مرسومه الملكى من مشيئة إرتضاها لنا ,,وهى لحياتنا ,,
وآتى بكم أيها الأعزاء ,, إلى عوامل تزكية صلاتنا أمام الله ,, وكيف لا يكون البحث عن موضوعات لنشكر من أجلها إلهنا كل يوم ,و ومع كل إشراقة شمس ليوم جديد ,, هل جربت أن تشكر كل يوم من أجل واحد من البشر مهما كان هذا الفرد ,, أنت تراه ,, كل يوم , وتعرف من الموضوعات فى حياته ما يستحق أن تطلب من الله فى صلاتك ومن أجله ,, ولحياته ,, !! كم هو برائع أن تضع أسماءا كثيرة فى أجندتك ..تتدرب أن تطلب من أجل أصحابها , والأروع أن تجد فى إستجابة الرب لما طلبته لهم تحسنا فى معيشتهم ,, وشفاءا لأمراضهم , وتدبيرا لأحوالهم ,!!
أخى الحبيب ,, إبنى وإبنتى الغاليين ,, إن إهتمامنا بذواتنا وبمصالح أنفسنا وأبنائنا ,, شيئ عادى ,, لكن الأعظم بل الأوفر والأبقى هو إهتمامنا بتحصين أنفسنا ضد محبة الذات فنطلب من أجل غيرنا ,, قد يكون الأب بعيدا عن المسيح ,, !! ويجد الأم تحبه وليس من كلراهية نحوه بقلبها ,, بل تصلى من أجله ولا تيأس ,, سيأتى يوما ويذوبقلب الرجل ويقبل إلى الرب ,, !!
وقد يكون الجار مخاصما عنيدا ,, يتلمس أخطائك ليفسد كل شيئ طيب ,, الكل تركوه وإتقوا شره ,, إلا أنت ,, ترى فيه صيدا جديدا للنعمة المطهرة ,, ترسله إليها ,,
لتبدأ مشوارك الرائع معه ,, أن تكلم الرب عنه ,, ,, !! ويراك من نافذته القريبة ساجدا خاشعا ويسمعك وأنت تدعوا الله من أجله ,, ألا يذوب هذا القلب المتحجر يوما ما ؟؟
لا أظن أنه سيطول فى إبتعاده !!
أعجبنى قول أحد الخدام أننا بصلاتنا الحية الصادقة ,, نستدرج السماء لتأتى إلينا لتلبى مطالبنا ( من الباب للباب ) أليس هذا رائعا ,, أن تكون مفاتيح السماء فى صلاتنا ,, ..ونهملها ونبحث عن الضائع والمفقود ولن نجد مشابها يمكن أن يحل معضلاتنا الخطرة ..
أيها الغالى ,, كم مر عليك وأنت مهموم متعب مرهق ,, كم من الإخوة تباعدوا عنك ,, ومعارفك زاغوا منك ,, أقاربك خذلوك والذين عرفوك نسوك ,, إسمع ما نطق به أيوب فى ( 19 :25)
قد أبعد عنى إخوتى ,, ومعارفى زاغوا عنى ,, أقاربى قد خذلونى ,, والذين عرفونى نسونى .. !!
ولكنه وقبل ختام الأصحاح عينه يصلى واثقا ,, وكأنه بلقى بقنبلته ,, أما أنا .. فقد علمت أن ولى حى والآخر على الأرض يقوم ,, الذى أراه أنا لنفسى ,, وعيناى تنظران وليس آخر ,,
ختاما ,, ليتنا نتصالح مع الله فى صلاتنا ,, .. وكم من أيادى رفعت بالصلوات والأدعية ,, ولكن ,, كم من القلوب ركعت وخرت متصاغرة نادمة باكية ,, معترفة أولا ,, أخطأت إلى السماء وقدامك ,, ولست مستحقا أن أكون أحد أجرائك !! اللهم إرحمنى أنا الخاطئ ؟؟
تصالحوا مع الله ,,فهى دعوة لك من الله فى هذا اللقاء الذى ربما لن يتكرر ,, فمن وادى الظلمات والخصامات وأهوال الأمراض فى الحقد والكراهيات ,,
إلى وادى الراحة والنور تتخلل حياتك وتنفذ إليها أشعة الشمس النورانية وتنساب لمسمعك الموسيقى الملائكية ,, وكأنك مقيم بكاتدرائية بديعة سماوية ,, من صنع الإله ,, | |
|