اهم جزء فى جسمك !
اعتادت أمى أن تسألنى هذا السؤال بين الحين والآخر . وعبر السنوات كنت أخمن مرات
متعددة ما هى الإجابة الصحيحة .
عندما كنت صغيرأً ، كنت أعتقد أن الصوت كثير الأهمية لنا كبشر ، وهكذا أجبت " أن
أهم جزء فى جسمى هو أذناى ياماما ". ولكنها أجابت قائلة " لا ، فهناك كثيرين طرم لا
يسمعون . وعليك أن تداوم التفكير فى اإجابة الصحيحة وسأعيد سؤالك ثانية فى القريب "
.
مرت بضعة أعوام قبل أن تسألنى مرة أخرى ، بعد محاولتى الأولى فى الإجابة عن السؤال
كنت أفكر فى اجابته الإجابة السليمة . وهكذا أجبتها هذه المرة الثانية قائلاً " يا
ماما إن البصر مهم جداً لكل واحد لذا فإن الإجابة السليمة هى عيوننا " . فنظرت الى
وقالت لى " أنت تتعلم بسرعة , ولكن الإجابة غير صحيحة لأنه هناك الكثير عميان " .
وهكذا أثارت روح التحدى فى مرة أخرى ، استمريت فى تحصيل المعرفة على مدى سنوات
متعددة ، وقد سألتنى أمى السؤال مرتين اخريين ، ودائما كان ردها على لا ، ولكنك
غدوت أكثر فهما عاماً تلو الآخر ، يا ابنى . "
ثم فى العام الماضى توفى جدى ، وذلك سبب جرحاً للجميع ، حتى أن والدى بكى بصراخ .
وأنا أتذكر ذلك بصفة خاصة لأنها كانت المرة الثانية فقط التى رأيت فيها والدى يصرخ
. نظرت أمى الىَ عنما حان دورنا لنلقى النظرة الأخيرة على جدى . وسألتنى " هل عرفت
الآن ما هو أهم جزء فى الجسم ، يا عزيزى ؟ " .
فؤجت وصدمت حينما سألتنى أمى هذا السؤال فى هذا التوقيت . فقد كنت أعتقد أن هذا
السؤال هو موضوع مباراة بينى وبينها . رأت أمى الحيرة مرتسمة على وجهى وقالت " هذا
السؤال فى غاية الأهمية . لأنه يكشف ما إذا كنت قد عشت حياتك حقيقة . فى كل مرة
أجبتنى وسميت لى جزء من الجسم سابقاً على أنه الأهم ، أجبتك بأن ما تقوله غير صحيح
ووضحت لك بمثال لماذا إجابتك هذه غير صحيحة . ولكن اليوم هو اليوم الذى تحتاج فيه
أن تتعلم هذا الدرس الهام جداً ".
نظرت نحوى نظرة لا تستطيعها غير أم . ورأيت عيناها تفيض بالدموع . وقالت " يا
عزيزى , إن أهم جزء فى جسمك هو كتفك " . فتسائلت قائلا "هل لأنه يحمل رأسى ؟ "
فأجابينى قائلة , " لا ، بل لأنه من الممكن أن يحمل رأس صديق آخر أو محبوب عندما
يبكون . فكل واحد يحتاج الى كتف يبكى عليه أحيانا عبر حياتنا ، يا عزيزى . وأنا آمل
أن يكون لديك حب كاف وأصدقاء حتى يمكنك البكاء على كتف أحدهم حينما تحتاج ذلك . "
وعندذلك عرفت أن أهم جزء فى الجسم هو جزء غير أنانى . ولكنه جزء متعاطف مع الآخرين
فى آلمهم . سينسى الناس اقوالك ... وسينسى الناس أفعالك ، ولكنهم لن ينسوا أبداً
كيف جعلتهم يشعرون .
مصدر هذا الخطاب غير معروف ، ولكنه يسبب بركة لكل من يتداوله ويرسله لآخرين .
الأصدقاء الحقيقيين مثل النجوم ..... قد لا تراهم دائماً ، ولكنك متيقن دائماً من
وجودهم .
احملوا بعضكم اثقال بعض و هكذا تمموا ناموس المسيح (غل 6 : 2)
فرحا مع الفرحين و بكاء مع الباكين (رو 12 : 15)
المكثر الاصحاب يخرب نفسه و لكن يوجد محب الزق من الاخ (ام 18 : 24)