مونو دراما مجنون
(( غرفة هادئة وداكنة يوجد بها مذياع أو تلفاز ..مجنون يجلس أمام التلفاز ويراقبه بشدة ))
(( يعلى صوت التلفاز وهو يعدد عدد من الأحداث السياسية التي مرت سابقاً والجديدة .. ومع كل حدث يتصرف الرجل تصرفاً يدل على أنه رجل ثوري ومناضل ولكنه من عامة الشعب .. فمرة يتظاهر ومرة يستنكر ويندد… ومرة يشتم ويعلى صراخه .. إلخ .. حتى يجلس على الأرض ويبدأ بالنحيب – إطفاء ))
(سبعة مشاهد إيمائية يبدأ بها العمل مع موسيقى مناسبة وثورية والمشاهد تنفذ أمام الستار وهو مغلق )
1- ( مجنون يجلس على كرسي . ويقوم بعد حالات كالضحك والبكاء والصراخ وهو يطقطق البذر ) قطع
2- ( شخصان ينسطان لمجنون قلبلاومن ثم يرميان به على الأرض ويوجهون أيديهم عليه ) قطع
3- ( الشخصيتان يمسكان السياط ويجلدان مجنون وهو يصرخ بعبارات تدل على أنه لم يفعل شيئاً )قطع
4- ( مجنون خلف القضبان الحديدية يستلقي على الأرض تأتي الشخصيتان وتعطيه الورق فيبصم عليه ) قطع
5- ( يمسك الرجلان الخازوق أو حبل مشنقه لينفذا حكماً بمجنون وعندها يبدأ بالهرب )قطع
6- ( مجنون في مشفى المجانين يقوم بحركات تدل على أنه قد جن ) قطع
7- ( مجنون يرمي وسادة على الأرض ويستلقي وينام )قطع
تفتح الإضاءة نرى مشنقة يضع مجنون رقبته فيها ونرى عدد من الدمى أسميناها الجمهور والمنظر العام لايدل على وحدة مكان ما أثناء فتح الإضاء يعلى صراخ مجنون وهو ينظر إلى الجمهور( أي الدمى) باستهزاء ويطقق رقبته ثم يقول )
مجنون : يبدو أنني سأضطر لأن أقتل واحداً منكم . فأنتم لا تتركون أحداً يموت بسلام . عليكم اللعنة جميعاً .
( يصيح ) هيي . أنتم الذين تقتربون من الباب . لماذا لا تحترمون آلامي
ستحل بيَّ اللعنة لأنكم لا تتركوني أموت . سأُهان . وسأبصق على نفسي لأنني لا أستطيع أن أموت
ساعاتي معدودات وقبري مفتوح . اتركونـي . ( يفك الحبل عن رقبته وينزل عن الكرسي )
فالكلاب لم تتوقف عن النباح طوال الليل . أغمض عيني لأموت . فتوقظني أصوات المساكين والأبرياء وأنتم نائمون مثل الضباع التي تنبش الجثث فتنام فوقها . آسف . آسف . آسف سأضظر إلى قتلكم لا تجلسو أمامي وأنا أريد الموت . اتركوني أيها الضباع والذئاب والعقارب .اتركوني أموت .. دعو التراب يسقط على عيوني ملىء الأيدي وأشعلو الأفران بجانبي دائماً . تعرفون لماذا ؟
لأننا سنشوي بعضنا إذا لم نجد طحيناً نخبزه . وسنقول :
لقد ماتت تلك هناك : عراقية
لقد ماتت تلك هناك : لبنانية
لقد ماتت تلك هناك : فلسطينية . معلش .. فشة خلق أخوية.. وبعد ذلك ولقد ماتت تلك هناك ولقد ماتت تلك هناك
و ماتت تلك هناك . وكذلك ماتت قلوبكم وأحاسيسكم ومشاعركم وكرامتكم ولولا ذلك لما عولمت تلك وتلك وتلك ( يضحك ضحكة سخرية ) العولمة .. وهنا يأتي السؤال .. لما نحن فقط من علينا الوقوف والسير بعكس التيار الخاطئ .. لما نحن فقط الذين مازلنا نمتلك شيم الرجال .. أين الرجال .. بحق الله أين الرجال .. نحن فقط من يستطيع أن يقف ويقول لا .. نحن فقط من يقاطع ومن يقاوم ومن يرضى بقتل نفسه من أجل أن يحمي أخته وعرضه .. أرضه
أتسمون من فتح القنوات لتمر البواخر المحملة بالمدافع الباذوتية رجلاً .. إنـه رجل المال .. لا الأخلاق .. علينا سمه
ومن وقع المعاهدات على ضرب إخوانه من بيته .وطرد نزلائه . هذا رجل ؟ .. إنه سافل .. بعد زمن يقتل أمه ويبيع بيته ويطرد بإرادته أهله ..وماذا تسمون أولئك اللذين وقفوا في الإجتماع لا ليلقوا ما بجعبتهم من كلام بل ليتخاصموا ويبدأ
تظهر أصوت من خلف الكواليس أو من الدمى تقاطعه )
صوت 1: أخرس ياحقير
صوت 2: كفاك ثرثرة . أي كلام لا معنى له .
صوت 1: إسمع يا إنهزامي
صوت 2: من علمك هذه التخاريف
مجنون : لا أحد في العالم قال لي ذلك . فلقد ولدت من أبويين طيبين يضعان الصمغ على أبواب أفواههم
وعشت في حي لا يعرف إلا الحديث .. عبر المحطات الفضائية ال في . في . سي ولم أصادق إلا المجانين . والطيور على أشكالها
تقع ( يعود إلى المشنقة ويلف الحبل على رقبته )آه منك أيها الموت . لأنه يحمل خيرة الناس ويترك السفلة ……
سأوزع أملاكي بينكم كي لاتنتهوا إلى المشنقة ( يشير إلى ملابسه ويضحك ) أملاك
صوت 1: كفاك ياسيد
صوت 2: يبدو أنك قريب جداً من الموت
مجنون : عبتمزح
صوت 1: جسدك سيصير للدود
صوت2 : من زندقة ووحشية
مجنون : من أنتم
صوت 1 : من يجعلك تموت
صوت 2 :لانعرفك .. نعرف أمك جيداً .
مجنون : أفضل من أن تعرفـوا والدي .. حقيرون
صوت 1 : احترم نفسك . كي نحترمك
مجنون : ( باستهزاء ) برافو .. إذاً انتم تذهبون إلى المدرسة
صوت1 : لماذا جننت
مجنون : لست مجنوناً .. لكنني سئمت الرضوخ .. سئمت من كوني لا أعرف سوى .. تكرم .. حاضر .. بالـ يجب أن أفعل
كان الموضوع آخر .. أقصد .. أو كان المضوع خوفاً .. أما الآن أنا مجنون
صوت2 : عرفت من نحن .. نحن من نملك القوة
صوت1 : وعلى المجنون شروط .. فله وقار مختلف . عندما تنتهي عليك المجيء معنا
صوت 2 : هل تعلم أن غسيل الدماغ أمر عصري . وأفضل من قـص اللســان .
مجنون : سأرمي بلسانكم إلى كلابي .. عو عو عو .( يمسك خده وكأنه صفع ) . ولن تستطيعو فعل شيء في هذا المسرح مادمت أنا هنا ( صفعة أخرى ) .. (ينظر ليديه ويقول ) حدثني قلبي بأنني سأجدكم هنا
الصوتان معا : ولم يخدعك قلبك .
مجنون : خذو راحتكم الآن واستمتعو بالدفء . ولكن اذكروا أنه لايسقط من السماء إلا الماء وليس فوق السماء لكم سوى نار . الماء والنار تربط بينهما أواصر الأخوة .هل جئتم من جنازة . ها . أخبروني سيدة أم رجل . ربما فتاة لم تـتزوج بعد . أو طفل بين يدي أبيه وفي بطنه رصاصة . سأقتل من قتله فأنا Boss وأكثر البوسات يفعلون ما يشاؤون دون أن يقول لهم أحد ياسيد . حضرت .مولاي . يقتلون ويمشون في جنائز قتلاهم ويستنكرون الأفعال الشنيعة ..لا بأس . يقررون عن الجميع .. لا بأس . وحرام . ينصفون ويكرمون كذلك . لا بأس . كل ذلك بالكلام وتحريك الشفاه .
صوت1: أخرس لاتـثر القلاقل .. ياولدي
مجنون : سأقول مايحلو لي ( يخرج علبة سجائر ) واحدة ديكما ياسيد .تعدل المزاج وتصلح الأحوال . وترى الدنيا سلام
الخطأ بعينيك يصير صحيح . والعاطل أحسن من المنيح . قد ترى حبيبتك أو أمك . أختك المقتوله فتضمها وتقبلها
واحدة .. ديكما .. ياسيد .
صوت2: كن بعيد النظر .. ياولدي
مجنون :لم أكن في يوم أبن عاهرة أو زنديق . ياوالدي ..سأذهب دون أخذ رأيكم الحكيم بعين الإعتبار.. ياوالِدَّي.
فما عتبي سوى على الموت الذي تأخر علي . وجعلني أنام مع الأناس الذين لا يمشون إلا على شريعة الدب وقانون الغاب . آه قلبي يتقطع ألماً وأنا أرى الحجارة تنفصل عن مصمميها . أرى ثلاث عنـزات تنام مع الذئاب وربما فيما بعد خمس وست عنـزات . ولا لهب نار بين اثني وعشرين رجلاً يخيف ذئباً . نحن أغنام وأمامنا ذئاب تكشر عن أنيابها ولا من طبيب أسنان يقلع ناباً . ( يصرخ ) ألا يوجد طبـيـب . قد جرفتنا العاصفة سويةً .. ياسادة .
صوت1 : من يجتاز العتبة لا يخرج أبداً . تخـيَّر
صوت2 : ومن يقلع ضرساً . يُقلع له عشرة أمثاله . تصوَر
مجنون : كذب . هراء ونفاق . ففي قديم الزمان . كان ياما كان . قلعنا أضراسن كثيرة ولم يُقلع لنا ظفر ولم تمس شعرة .
لا ضرس ... نحن من أصولٍ عريقة . عريقة جداً . وشامخة
أما أصواتكم هذه التي تسبب لي الطرش . أي التي لا أسمعها . هذه الأصوات سُمعت في القدس منذ مئات السنين
وكانت صادرة عن اليهودالذين تقاسموا عباءة سيدنا المسيح . ( يدير ظهره للجمهور ووجهه للعمق ويتحدث )
أتعرفون أن نبيكم تخلى عن كل شيء بهدف أن يصبح فقيراً ويكسب كرسيه الذهبي في السماء . أما أنتم أيها اليهود أنتم أردتم الملك والغنى والبطش وأردتم كل شيء هنا . سيكون كرسيكم من الشوك في الجحيم . يامن تطعمون فتات موائدكم للكلاب من أجل غاية . كذبوني إن استطعتم ( يضحك كثيراً ) صدقوني حتى لو استطعتم . وحتى إن تأخذوا كل شيء فـثقوا أنكم ستتنازعون فيما بينكم على الإرث . إن الشيطان قد رَكب لكم قروناً . ومن ثم نكلها ( يجلس على الارض وجهه للجمهور ) وسأنتزعها أنا والأشاوس
.. أشاوس جمع أشوص . سننتزعها لنرميها في المزبلة أو المحرقـة . فضراوة أسناننا ستأرقكم .
صوت1 : أي شيطان أو ساحرة جعلتنا نتحدث لمجنون
مجنون : ربما حمار
صوت2 : تبدو لي عاداتك هذه إختراقاً للحرمات
مجنون : يبدو لي انك تفهمني جيداً ياغبي . على كل حال هذا أقل جنوناً الآن .. انظروا ..
تعتقدون استطعتم ترويض الكثير أما نحن فلن تستطيعو ترويضنا . ربما يحدث العكس . ونركبكم نحن . ولكن انتبهوا . بالحق وبالشرعية المنبثقة من القلوب المتعاطفة مع مجنون.. أي معي . ولكنني احتاج الكثير من الأذرع لأستطيع الإمساك بكم .. ولا أجدها
صوت1 : يبدو أنك ستضطرنا لردعك ..
مجنون : جئتم لأنكم بحاجة إلى مجنون يرضخ لرغباتكم ويحقق أمنياتكم وهو أمام الناس العاقل ..المثقف . الجبار
صوت2 : لنا معك لقاء عندما تنتهي من حماقاتك
مجنون : أيــه ..مجنون يحكي بس عاقل يسمع
مجنون : مجانين . ولا تستطيعون التفكير إلى أبعد من أنفكم . ( يتحدث مع نفسه ) تباً لم أسألهم من هم . كم أنا غبي .ولكنني
سأجعلهم يحترمون إرادتي .( يبدأ بالحديث )
.سيواري الغرقى التراب . وسيحصل الأحياء على المأوى . آ .كم الساعة الآن معك ياسيدتي .. (( يأخذ حركة ما تدل على أنها انهالت عليه بالإهانة )) ماذا فعلت .. أسألك عن الساعة لاشيء آخر - فعلي أن أقدم النشرة الجوية للمشاهدين قبل أن يتأخر الوقت حسناً( يتكلم للجمهور ) مجنون . مراسل محطة البث المباشر . عفوأ مقدم البرامج . تررم . رم . رم . ومع النشرة الجوية
(( يحضر خريطة)) هناك غيوم في الشمال الغربي ربما تبدل الطقس وسيصبح الطقس غائماً مع زخات من المطر إلا إذا ... وعليكم تغيير هذا تغييرا جذرياً ... أنصح إخواتي الفتيات . أرتدو جلد الكركدن ولا تسألوني ليه . من محطة البث المباشر أضطررت لإزعاجكم . . .
ألا تحسون مثلي بأنني أسوأ رجل في العالم . ينـتابني شعور بالتخلي عن هذا والتوبة كي لا تـتبدى لي أصوات حقيرة من جديد . لكن الضوء الذي أطفؤوه أنا واثق أنه يشتعل في قلب كل واحد منكم . صلو أرجوكم لأجلي ولأجل اللصوص . اللصوص الذين شربو من حليب أثدائنا . صلو وادعو الله أن تنـزل صاعقة على رؤوسهم . ربما ليست ذنبوهم من تحتاج إلى تكفير وإنما ذنوبي أنا . هذا الكلام هو حقكم الذي تعرفون ولكن أنا الذي أعيده إليكم
فأنتم البؤساء لاتستطيعون الكلام .. أنتم الذين لا تعرفون كيف تستعيدون مايجب أن يكون لكم . أنتم شحاذون .
هل لأنكم يجب أن تكونوا كذلك ؟
لا .. استفيقو . وقاومو .. هبو وثورو في وجه من يحارب شريعتكم . وتأكدو . أن يوم العدالة آت . سيكون يوم يجتمع الجميع . أحرقوا الزرع وأسمعو الينابيع أنه يوم لابد آت . وعندئذ . سنكون للشمس . شمس الحرائق والدم .
ووجه الله . ستتحول البيوت إلى أفران هي بالنسبة لجوعكم خير من أفران الخبز .
ستصرخ النساء والأطفال والعجز والمرضى وسط النيران وأنتم تغنون وأغني معكم لأنني أنا الذي سأقودكم .
ولدتم فقراء ولن تستطيعوا التمرد على قدرتكم . على أيدينا . نحن الذين ولدنا ونملك قوة السادة
لكن سيكون ذلك اليوم خلاص ذوي الأصل المتواضع . سيكون ذلك يوم يتكون النور في ضمائرنا. هاهو نور هذه العاصفة يتكون في ضميري وضمير كلٍ منكم . أتصور نفسي الآن أخاً بينكم وأن علي أن أذهب ممدود الأيدي
لكن روحي تميل إلى اللصوصية أكثر . لأنني ولدت سيداً أيها الفقراء البائسون . أيتها النفوس المستسلمة .. لا الضعيفة
كفانا إهانات .. كونو كما كنتم .. كما يجب أن تكونو .. (
( يشير إلى واحد من الجمهور )
أنظر أنت . أنت .يمكن أن أضربك أنت .
وأنت هناك يمكن أن أقـتلك وأسرقك . عفواً ياسيدي كنت أتكلم مع الرجل في الصف الثاني من المقاعد .
يمكن أن تضربوني جميعكم الآن . نعم .مكن أن يضرب عربي . عربي .
ولكن عندما ننتهي من كل سيء يمكن أن نفعله ببعضنا سنقول . ( مشيراً لمن تكلم معهم ) آسف ياسيد . حقك عليي
لم أكن أقصد . سامحني .. أما الذي حل بنا فلا يفعله إلا اليهود . أولاد الحرام انتزعوها من سرير المرحومة ذاته . وألقوا بها في الشارع جراً من شعرها .. وتخيلوا ماذا قالوا لها . قالوا : يا أم الله . وياشعباً كريم . لقد جئنا لنصرتك .
ولم يتركوها تفتح صندوق ثيابها لتضع عليها وشاح الحداد . فجروا صندوق ملابسها بحجة ان تحته دمار شامل .
وزجاجة عطر كيميائية . . .وبعد ذلك أخذوا منها ممتلكاتها من نقود وحلي وحتى عبوت محروقات المدفأة أخذوها .
أخذوا كل شيء . كل شيء . كل شيء...والجمهور العزيز يتفرج ويصفق (يصرخ) لماذا تصفقون ؟
يجب ان لا نضيع الوقت أكثر من ذلك يجب أن أريكم ماذا يمكن أن نفعل .. سأريكم مافعلنا . . .
سأذهب وآتي بالماء الفاتر لأنقع رجلي ثقوا . سننال جزاءنا تباً لي . تباً لي . كم أنا حيوان .. مسكين .
يجب أن أموت .. يجب أن أموت ( يعود ويربط رقبته حول المشنقة )
قبل أن أقتل نفسي . ألا يحق لي أن أطلب طلباً أخيراً . أرجوكم . ( مشيراً لأحدهم بين الجمهور )
قف أنت ياسيد . تجلس في الصف الأول . قم ارجوك . أتوسل إليك . قف . وأنت ياسيدتي أرجوك قفِ
وانت هناك قف وهناك قف وهناك أنت قف . قفوا جميعاً . قفوا جميعاً .
جميعنا في القبر . نهايتنا إلى القبر اخرجو من البـئر الأسـود . تعالوا وخذوا بيدي ولكن وأنت قادمون لا تدوسوا على القبر فيجب أن ندعه لليهود .. لجميع الأنذال . لمن سرقوا الحب .. فالحب روح الله في الإنسان .. من يسرق الحب من النفوس . يسرق الإنسان .. يسرق الحياة .. القبور لمن جرفو العدالة وسخروها لمصالحهم وكما يشاؤون وغيرو كلام الله
علينا أن نعطي القبور لمن أحرقو إخواننا ..هدروا ممتلكاتنا .. وأباحو دمائنا بتخاريف يؤمنون بها وهم يعلمون بأنها غير حقيقية
.. نحن من نملك الحق .. فاتحدو ياعرب .. وثقوا أن يومنا آت . ( يظهر الصوت واحد و اثنان على الخشبة )
صوت1 : يامجنون . أنا الوغد السافل أطرق بابك . أترك أسيادي . وأريد ان اكون معكم
صوت2 : فما تعطونه لبعضكم .ليس الجاه وليس الغنى ولا البطش
صوت1 : ما تعطونه هو الحب . الصدق . العدالة .وما أخذناه نحن من أسيادنا هو الكذب والنفاق ونسكت وننفذ
صوت2 :مغصوبين بالمال . وأحياناً بالقوة . وواهمين بالسيادة الكاذبة . نحن الأموات وقد جئنا إليكم فهل من مجيب
مجنون : أنتم بعد كل شيء تريدون أن تتدفئوا على النار التي أشعلناها .حسناً . بشرط واحد . ليس لنا غيره . واحد فقط . أن تقولوا معي بصدق : إن يوم العدالة آت .. وإن الحق لأصحابه والله فوق الجميع
(( تظهر الشخصيتان على المسرح وعندما يصلون إلى مجنون ))
صوت1 : أنت تمتلك قدرة جيدة على الإقناع . من حقك أن ترانا وأن نأتي لنصرتك فأنت المظلوم
صوت2 : لكن نشيدك هذا أسمه عندنا نشيد الإرهاب (( وفي نفس اللحظة يطعنوه بسكين فيرتمي على الأرض ميتاً ويقول )
مجنون : لو كان قدر لي ان أبقى حيا فلكنت أريد أن أبقى أعمى حتى يبزغ نور الشمس
أما الآن فقد بدأت أرى نور الموت .. هل سمعتم (( يضحك )) نور الموت .. نور ا ل م و ت ..
(( تطفأ الإضاءة قليلا .. تفتح .. مجنون يستيقظ بخوف شديد وهو يصرخ .. يتلمس نفسه ومكان طعنة السكين ))
(( يضحك ويقول : إيه ها .. مامتت .. جيبولي طاسة الرعبة .. كم الساعة الآن .. يي ولي .. تأخرت على الوظيفة ))
(( يرتد))[/ ملابسه بشكل مضحك ويركض ليحي الجمهور ومع أغنية أو موسيقى ومؤثر مناسب تنتهي المسرحية ))
(( إطفاء